كان يوم الخميس المصادف التاسع و العشرين من سبتمبر أيلول 2006 الواقع في الثالث من شهر رمضان يوما مشهودا حيث استضاف مركز الامام الخوئي في نيويورك سفراء كل من المملكة العربية السعودية و الجمهودية الإسلامية الإيرانية و الجمهورية العراقية.

وقد حضر حفل الافطار شخصيات دينية من مختلف المذاهب الإسلامية على رأسهم الشيخ فاضل السهلاني رئيس مركز الإمام الخوئي الذي رحب برئيس الحلقة الاسلامية لشمال أمريكا ICNA السيد منير خان و السيد أشرف عزام نائب رئيس منظمة الحراء و بالسيد محمد رضوي العضوالاستشاري لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.

وقد تحقق المراد من هذا الاجتماع بكسر الجمود القديم بين السنة و الشيعة بحيث التقى على مأدبة الافطار مسؤولين كبار من دولتين تمثل كل واحدة منهما  رأساً لمذهب إسلامي مختلف عن الآخر وقد شهد هذا الاجتماع على مائدة واحدة جمع غفير من المؤمنين الذين سيكونون خير ناقل لهذا الخبر العظيم.

وقد قام السفراء الثلاثة بالتجوال في اروقة مركز الامام  الخوئي يصحبهم فضيلة الشيخ فاضل السهلاني لتعريفهم بالخدمات التي تقدمها المؤسسة للجالية الاسلامية في نيويورك وفي نهاية المطاف قام السفراء بزيارة مدرسة الايمان الاسلامية التي تقوم برعاية مركز الامام الخوئي في نيويورك

و في معرض ترحيبه بالضيوف الكبار، ذكر الأخ ميسم رضوي مندوب المؤسسة إلى الأمم المتحدة بعد أداء الصلاة وتناول الافطار قصة الأب الذي أوصى أبنائه بضرورة التجمع و رفض الاحادية بضربه مثلاً العصي متفرقة فتكسر ومجتمعة فتتصدى.

 وبعد الترحيب ألقى كل من السفير العراقي و السفير الإيراني كلمة تؤكد ضرورة اللقاء مع الشكر لصاحب المبادرة الطيبة فضيلة الشيخ فاضل السهلاني. ثم اعتلى الأمير تركي بن عبدالعزيز سفير المملكة العربية السعودية المنبر ليفاجأ الجميع بنسف ما قد اعتقدوه مسبقا عن شخصية هذا الرجل الذي ينحدر من عائلة سعودية تدعم الفكر الوهابي و السلفي المناهض لفكر أئمة أهل البيت عامة و للشيعة خاصة. لقد أبدى الأمير حبه لآل البيت عليهم السلام فافتتح كلامه بالآية القائلة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) ثم قال من منا لا يحب و يحترم آل بيت النبي محمد صلى الله عليه و سلم و نحن الذين نصلي عليهم في كل صلاة ثم استطرد ومن منا كمسلمين لا يحترم الخلفاء الراشدين وعلى رأسهم علي كرم الله وجهه. ثم تحدث بشكل مسهب عن الوسطية و عن أن الاسلام انتشر لأنه يدعو و يدعم الوسطية و ينبذ و يحرم العنف الذي اتخذه بعضهم على أنه من ضمن الدين.

ثم اختتم الشيخ فاضل السهلاني هذا اليوم بتوجيه الشكر لكل من تعنى في سبيل اللقاء و على وجه الأخص الأمير تركي الذي أتى من واشنطن و قد أخبر السياسيين على سبيل المزاح بأنه توقع أنه دعى سياسيين إلى هذه الليلة ففوجئ برجال يتحدثون بل و يركزون على الدين. ثم تحدث عن الجماعات التي تتخذ من العنف منطلقا لها بأنها أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرا و ذكر أن أكبر المتضررين من هجوم الحادي عشر من أيلول هم المسلمون أنفسهم. و قد تحدث الشيخ عن ضرورة الوحدة ببلاغة مختصرة و عن أهمية الطفل و تنشئته منوها إلى جهود مؤسسة الامام الخوئي في الاعتناء بمدرسة الإيمان  و بجهودها الجبارة في احتواء عدد كبير ممن سيستلمون سدة المستقبل. يذكر أن السادة السفراء قد قاموا بجولة تفقدية على مدرسة الايمان الملحقة مع المؤسسة و قد أبدوا اعجابهم بالنشاطات التي تقوم بهاد ادارة المدرسة.

ثم تبادل الشيخ فاضل نائبا عن المؤمنين في مركز الامام الخوئي الهدايا مع السادة السفراء الذين نزلوا ليصافحوا المؤمنين و ليكلموهم عن قرب و يستمعوا الى طلباتهم قبل ان يتوجهوا الى مواكبهم للمغادرة.